كتبت: نجلاء كمال
في خطوة مفاجئة وغير متوقعة أعلنت شركة إف تي آي الألمانية للسياحة إفلاسها.
والشركة مملوكة لرجل الأعمال سميح ساويرس - يمتلك 75% من أسهمها-، وهي من أكبر الشركات السياحية العالمية العاملة في مصر ومسئولة عن 50% من حجوزات السياحة الألمانية القادمة للبلاد.
وفي محاولة منه للتهرب من سداد مديونياته لقطاع الفنادق والبالغة 132 يورو، أرسلت شركة ميتنج بوينت التي يملكها سميح ساويرس أيضا خطابا لغرفة المنشآت الفندقية تخبرها فيه أنه بعد إفلاس شركة إف تي اي الألمانية والتي تبلغ قيمة مديونياتها لشركة ميتنج بوينت المصرية "كلاهما ملك سميح ساويرس " ما يقارب من مليون دولار، فإن شركة ميتنج بوينت أخبرت شركة إف تي اي أنها ستتوقف عن استقبال أو تسكين أي عميل لها في الفنادق المصرية ابتداءا من اليوم الثلاثاء.
وقد فسر عدد كبير من خبراء السياحة هذه الخطوة بأنها محاولة واضحة من سميح ساويرس للتهرب من مديونياته لقطاع الفنادق والتي تزيد عن ٧ مليار جنيه
ويبحث أصحاب الفنادق في مصر إتخاذ الإجراءات القانونية ضد شركتي اف تي اي وميتنج بوينت
مخاوف من تأثر قطاع السياحة في مصر.
وتتوقع الأوساط السياحية في مصر تبعات صعبة على الموسم السياحي الحالي بسبب أزمة إعلان شركة "إف تي آي" الألمانية للسياحة،امس الاثنين، إفلاسها وهي الشركة الأم لمجموعة "إف تي آي"، ثالث أكبر مؤسسة سياحية في أوروبا كما أنها إحدى كبريات شركات السياحة العالمية العاملة فى مصر.
وكشف الخبير السياحي أحمد صبري أن الشركة تستحوذ على 50% من إجمالى السياحة الالمانية الوافدة إلى مصر من السوق الألمانية، كما انها تصدر سياحة لمصر من 5 دول هي، النمسا وسويسرا وإنجلترا وفرنسا وهولندا.
وتوقع صبري أن يتأثر بهذا الإجراء ما يقارب 1.4 مليون مسافر حجزوا رحلاتهم عبر FTI Touristik وعلامتها التجارية الفرعية Big Xtra، وتشمل التأثيرات إلغاء الرحلات، وتأخير استرداد الأموال، وعدم اليقين بشأن تعويضات التأمين.
كما أشار إلى أن التأثير السلبي سيكون في خلال الفترة القصيرة القادمة بعدها يمكن أن تنشط الشركات المصرية في جذب المزيد من السياحة الأوروبية عن طريق شركات عالمية بديلة لاسيما وأن نسبة كبيرة من السياح الأوروبيين يرغبون في زيارة مصر بشكل خاص لاسيما البحر الأحمر خلال اجازات الصيف
وأشار صبري الى ان القرى السياحية والفنادق في مصر تضررت بشكل كبير لان شركة "اف تى آي" مدينة بمبالغ ضخمة جدا للمنتجات السياحية المصرية.
من جانبه أوضح الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، وعضو مفوضية السفر الأوروبية، إن إعلان الشركة عن إفلاسها كان مفاجأة، خاصة أن القرار جاء بعد أسبوع من تفاؤل حذر بشأن إمكانية إنقاذ الشركة بفضل استثمار وشيك من Certares.
وأوضح البطوطي أنه على الرغم من إعلان دخول المستثمر Certares، ظلت حجوزات FTI Touristik أقل بكثير من التوقعات، مما أدى إلى تدهور السيولة بشكل كبير، وهو الأمر الذي أدى إلى طلب المزيد من الموردين، بما في ذلك سلاسل الفنادق في مصر وتركيا والإمارات، بالدفع مقدمًا، مما زاد من الحاجة إلى السيولة التي لم تتمكن الشركة من تأمينها.
وقال البطوطي : إن قرار إفلاس FTI يعد ضربة قاسية لقطاع السياحة الألماني، تاركًا وراءه العديد من الأسئلة حول مستقبل الشركة والمسافرين المتأثرين، وتابع البطوطي: إنه من المتوقع أن يؤثر قرار الشركة على حجم السياحة الوافدة من ألمانيا إلى مصر وذلك على المدى القصير ، حيث سيسعى كل سائح ألماني تعاقد مع الشركة إلى استرداد أمواله بعد عدم تمكن الشركة في الوفاء بالتزاماتها تجاه السائحين الألمان وتنفيذ رحلاتهم المتفق عليها إلى مصر والإمارات وتركيا وأشار إلى أن هذا التأثير سوف يكون محدوداً مع اتجاه السائح الألماني الراغب في زيارة مصر إلى التعاقد مع شركات بديلة.
السياحة الرخيصة
من جانبه قال عماد حمدي الخبير السياحي أن ما حدث كان متوقعا في ظل تأثر حركة الطيران العالمية بأحداث الشرق الأوسط وفي ظل الوضع في غزة.
وأضاف في تصريحات للمصير أن شركة إف تي اي متخصصة في السياحة الرخيصة القادمة من ألمانيا وأوروبا، وبالتالي فهي مكاسبها تكون ضئيلة مع العميل، وحينما يقوم عدد كبير من العملاء ب"كنسلة" حجوزاتهم بسبب أحداث الشرق الأوسط فإن الشركة لا تستطيع أن تعوض تلك الخسائر بسبب أنها اصلا متخصصة في السياحة الرخيصة.